“اعتبرني جيراني المزارعون مجنونًا عندما صرحت لهم بنظريتي ولكن بعد فترة من الوقت، لاحظوا بأن إنتاجي كان أوفر وأجود من إنتاجهم بكثير، وهكذا بدأ نبأ نظريتي ينتشر بين العامة حتى وصل إلى الإعلام وبالتالي لفت انتباه الباحثين في مجال الزراعة.” ( باسكال بوت – Pascal Poot )
باسكال بوت (Pascal Poot) هو مزارع فرنسي تمكن من زراعة انواع كثيرة من الطماطم العضوية دون استخدام المياه أو المبيدات الحشرية، ويعمل بوت في مجال إنتاج البذور العضوية منذ أكثر من 20 عامًا، وقد جاءت الفكرة إليه بعد أن قام بالعديد من الدراسات على الأعشاب الضارة التي تنمو بدون رعاية أو استخدام الأسمدة أو المبيدات الحشرية.
بنى باسكال بوت أبحاثه أساسا على نظرية الأعشاب الضارة التي تنمو في حقله لوحدها دون أي عناية منه، إذ قال في مقابلاته التلفزيونية عبر وسائل الإعلام الفرنسية والأجنبية، “أتساءل لماذا يعكف المزارعون والبستانيون ويبذلون جهدا كبيرا لزراعة الخضروات في أراضيهم فيما تنمو الأعشاب الضارة عليها بسهولة دون أن تتطلب أي عناية حتى أنه يصعب التخلص منها. وانطلاقا من هذه الملاحظة طور باسكال طريقة سمحت له اليوم بزراعة الطماطم دون سقي أو استخدام المبيدات الحشرية.
تمكن بوت من زراعة 400 نوع مختلف من الطماطم العضوية، حيث يقوم بتغطية التربة حول النباتات بطبقة من المواد العضوية مثل القش أو الخشب الرقائقي، مما يساعد على الحفاظ على رطوبة التربة وحمايتها من أشعة الشمس. كما يقوم بوت بتشجيع نمو الحشرات النافعة في مزرعته التي تساعد على مكافحة الحشرات الضارة بشكل طبيعي.
باسكال بوت، وهو ابن مزارعين وعلم نفسه بنفسه، ويقدم اليوم ثمرة بحثه في كلية الهندسة الزراعية ويعمل بالتعاون مع منظمات البحوث الزراعية.
يقول Bob Brac de la Perrière ، عالم الأحياء وعلم الوراثة النباتية ومنسق المشروع: “ينتقي باسكال بوت بذوره في سياق من الصعوبة والإجهاد للنبات، مما يجعلها شديدة التحمل، ويحسن جودة مذاقها ويجعلها أكثر تركيزًا في العناصر الغذائية”. الجمعية البيئية التي تصف عمل باسكال بوت بأنه “فريد من نوعه”.
في عام 2021، حصل بوت على جائزة “بطل الأغذية” من مؤسسة جيمس بيرد (James Beard Foundation) تقديرًا لجهوده في إنتاج غذاء صحي ومستدام.
المصادر :
https://natureiciailleurs.over-blog.com/2017/03/le-potager-de-sante.html
راضية آيت خداش/ البيان الإماراتية
https://www.marianne.net/societe/quand-lavenir-est-dans-le-passe