مِثل حال الكثيرين منكم أو يمكن أن أقول كحالنا جميعاً، أتذكرُ كُرهي للذهاب إلى المدرسة عندما كنتُ في المرحلة الإبتدائية. لقد اعتادتْ أُمي أن تجرني جراً وتحثُني على الذهاب إلى المدرسة بكافة الوسائل والطرق. وعلى الرغم من أنني كنت من التلاميذ المحبوبين ولم أكُن سيئاً في الدراجة بل على العكس كنت من بين ما يمكن أن تسمهيم بـ “الشُطّار” ومع ذلك كنت أكره الذهاب المدرسة لأني لم أكن أحب الإلتزام، وكنتُ محباً للعب كثيراً.
وعند تأمُلي للأسباب التي جعلتني أكره المدرسه، فكرتُ في كتابة هذا المقال والبحث عن بعض المصادر الموثوقة والدراسات التي قد تدعم ما سأورده في هذا المقال.
أجرت جامعة أوستن في ولاية تكساس دراسة علمية حول أسباب كره الأطفال للمدرسة، شملت الدراسة 1000 طفل من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية.
وجدت الدراسة أن الأسباب الأكثر شيوعًا لكره الأطفال للمدرسة هي:
- صعوبات التعلم: وجدت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، مثل صعوبة القراءة أو الكتابة أو الحساب، هم أكثر عرضة لكره المدرسة، وأثبتت الدراسة أن 40% من الأطفال الذين يكرهون المدرسة يعانون من صعوبات التعلم.
- التنمر: وجدت الدراسة أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر من قبل زملائهم هم أكثر عرضة لكره المدرسة، وأثبتت الدراسة أن 30% من الأطفال الذين يكرهون المدرسة يتعرضون للتنمر من قبل زملائهم في المدرسة.
- عدم التوافق مع المعلمين أو الطلاب: وجدت الدراسة أن الأطفال الذين لا يتوافقون مع معلميهم أو زملائهم هم أكثر عرضة لكره المدرسة، وأثبتت الدراسة أن 20% من الأطفال الذين يكرهون المدرسة لا يتوافقون مع معلميهم أو زملائهم في المدرسة.
- الظروف العائلية: وجدت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من ظروف عائلية صعبة، مثل الخلافات بين الوالدين أو الطلاق، هم أكثر عرضة لكره المدرسة، وأثبتت الدراسة أن 10% من الأطفال الذين يكرهون المدرسة يعانون من مشاكل عائلية، مثل الخلافات بين الوالدين أو الطلاق.
- سوءُ حالة المنشآت التعليمية: أحياناً قد تكون المنشآتُ التعليمية مثل المدارس والمعاهد سبباً في كره الأولاد للمدرسة. فإذا كان مبنى المدرسة سئ الحال ولا يحتوي على مساحةِ كافيةِ للعب والترفيه، فمن الطبيعي أن يكره الأولاد المدرسة لما يرونه فيها من منشأةِ لا توفرُ لهم جواً مناسباً أو بيئةِ تعليمية مناسبة.
- المشاكل الصحية: وجدت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية، مثل صعوبة التركيز أو اضطرابات الحركة، هم أكثر عرضة لكره المدرسة، وأثبتت الدراسة أن 10% من الأطفال الذين يكرهون المدرسة يعانون من مشاكل صحية، مثل صعوبة التركيز أو اضطرابات الحركة.
- الكثير من الواجبات المنزلية: يجب على الأطفال الجلوس لساعات يوميًا للقيام بالواجبات المنزليةويشعرون خلالها بالملل ، تدريجيًا يبدأ هؤلاء الأطفال في تقديم الأعذار لعدم رغبتهم في الذهاب إلى المدرسة.
- صعوبةُ في فهم المواد الدراسية: قد يكون فهم الدرس أحياناً صعبُ على الأطفال وبخاصة إذا لم يكن المعلم على كفاءةِ عالية. ولذلك فإن صعوبة فهم المواد الدراسية من أهم الأسباب التي تجعل الأولاد يكرهون الذهاب للمدرسة.
- التخوف من العقاب: أحياناً تكون معاقبةُ الأطفال في المدرسة أو المنزل عائقاً في رحلة تعلمهم. فالأطفال وبخاصةِ الأضعف دراسياً يسخطون عند الذهاب للمدرسة وبسبب خوفهم من العقاب بسبب تقصيرهم في واجباتهم أو عدم تركيزهم مع معلميهم.
- المناهجُ المُكتظة: ومن أكثر الأسباب التي تجعلُ الطلاب يكرهون التعليم والدراسة هى المناهجُ المُزدحمة والكتبُ الكبيرة. ومع دخولهم في الدراسة أكثر فأكثر يشعرُ الأطفال بأن مناهج المدرسة قد تراكمت عليهم وأنهم ما عادوا يلاحقون ما فاتهم من المناهج.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى كره الأطفال للمدرسة. من المهم أن يدرك الآباء والمعلمون هذه الأسباب، وأن يتعاونوا معًا لحل المشكلة.
وينبغي على أولياء الأمور إذا لاحظوا أيًا من العلامات التي تدل على أن طفلهم يكره المدرسة، فمن المهم أن يتحدثوا معهم حول مشاعرهم، وأن يتعاونوا مع المدرسة لحل المشكلة. يمكن أن تشمل هذه الإجراءات ما يلي:
نصائح لأولياء الأمور قد تساعد في حل مشكلة كره الأطفال للمدرسة:
- شارك طفلك حديثاً هادئاً عن مشاعره: امنح الطفل فرصة للتعبير عن مشاعره حول المدرسة، ولابد ألا تستعجل في الحكم على طفلك وأن تنصت إليه جيداً وتستمع لمشاكله حول المدرسة والدراسة وتساعده في إيجاد الحلول دون تعريضه للضغط الكبير.
- تعاون مع المدرسة: اتصل بالمعلمين أو المرشدين في المدرسة لمناقشة المشكلة.
- ساعد الطفل على التكيف مع المدرسة: ساعد الطفل على التكيف مع المدرسة من خلال الأنشطة المدرسية أو الأنشطة الاجتماعية.
- ادعم الطفل: أظهر للطفل دعمك له، وشجعه على النجاح في المدرسة.
كيف يمكن للمسؤولين عن التعليم أن يحسنوه؟
- تحسين المناهج الدراسة وجعلها أكثر ملائمة للأطفال: كما ذكرنا أعلاه أن المناهج من الأسباب الرئيسية التي تجعل الأطفال يكرهون المدرسة والدراسة. ولذا فإن الإهتمام بجودة المناهج الدراسية من أهم الحلول التي قد تساعد في ترغيب الأولاد في الد
- تخريجُ وتدريبُ معلمين أكثر كفاءةً: لا شك أن المعلم هو أساسُ التعليم وكلنا مررنا بتجربة كره بعض المواد الدراسية أو حبها بسبب بعض المعلمين. ولذلك فإن على المسؤولين عن التعليم والحكومات أن يهتموا بتخريج معلمين على كفاءةِ عالية وقادرين على التعامل مع التلاميذ والأطفال بما يناسب أعمارهم وعقولهم ويجعلهم محبين للعلم والتعلم.
- وضعُ قوانين لمعاقبة المتنمرين وأولياء أمورهم: أحياناً يكون الطالب المتنمر قد اكتسب هذه الصفة الذميمة من أهله أو من بيته ولذا يجب أن توضع قوانين من قبل المختصين – إن ثبت أن التنمر بسبب الأهل – لمعاقبة أولياء أمور الطالب المتنمر بما يكون مناسباً.
- رفع ميزانية تطوير وإنشاء المدارس: لابد من رفع كفاءة المنشآت التعليمية بحيث تكون مباني المدارس والمعاهد ورياض الأطفال عوامل مساعدة في ترغيب الأطفال في التعليم.