إن الحياة ليست دائماً رحلة سهلة وخالية من التحديات، ففي بعض الأحيان نجد أنفسنا محاصرين في ما يمكن وصفه بـ “فخاخ الحياة”. طبقا لدكتور جيفري يونج ودكتور جانيت كلوسكو وما جاء في كتابهما “غيّر حياتك: برنامج جديد للتغلب على السلوكيات السلبية.. واستعادة السلام الداخلي“، فإن هذه الفخاخ هي عبارة عن الأنماط والتجارب التي تشكلت في فترة طفولتنا وتؤثر على حياتنا بشكل عميق. في هذا المقال، سنتناول هذه الفخاخ ونتعرف على خطوات العلاج التي يمكن أن تساعدنا في التغلب عليها وتحسين جودة حياتنا.

سنتعرض الأن لبعض من هذه الفخاخ الحياتية وسبب نشأتها وطرق العلاج منها طبقًا لما جاء في مجلة الإرشاد النفسي في بحث عن شفاء المخططات المعرفية اللاتکيفية المبکرة باستخدام علاج جيفري يونج.

فخ الهجر

هو واحد من فخوخ الحياة النفسية الـ11 المعرفة في علم النفس، يتعامل هذا الفخ مع تجاربنا العاطفية في الطفولة، وكيف يمكن أن تؤثر العلاقات العائلية المضطربة في شكل علاقاتنا الشخصية في المستقبل، يُعرَّف بخوف الفرد من الهجر أو الترك، وهو تجربة شديدة الألم يمكن أن تؤثر في العلاقات والصحة النفسية للفرد.

الخطوة الأولى في علاج هذا الفخ هي التعرف عليه بوضوح وفهم كيف أثر على حياتنا. ويمكن أن يكون اللجوء إلى العلاج النفسي مفيدًا جدًا في كثير من الحالات.

فخ الشك والإذاء

هو واحد من فخاخ الحياة النفسية المعروفة في علم النفس. هذا الفخ ينطوي على تجارب سلبية قد تكون نتيجة الإساءة الجسدية أو النفسية في الطفولة، يمكن وصفه بأنه نمط سلوكي وعاطفي يتميز بشك الفرد المستمر والشديد بالنفس وقدرته على الثقة بالآخرين، مما يؤدي إلى انعزاله وعدم القدرة على بناء علاقات صحية وثقة بالآخرين، يمكن أن يتسبب فخ الشك والإيذاء في تجنب الفرص الاجتماعية والعاطفية للفرد.

الخطوة الثانية تتضمن البحث في أصول هذا الفخ وفهم كيف يؤثر على علاقاتنا الحالية ونفسيتنا. ويمكن أن يكون اللجوء إلى العلاج النفسي مفيدًا جدًا في كثير من الحالات.

فخ الحرمان العاطفي

هو أحد فخاخ الحياة النفسية التي تؤثر على سلوك وعواطف الفرد، يتعامل هذا الفخ مع نقص الدعم العاطفي والحنان في مرحلة الطفولة، فعندما يعاني شخصٌ ما من فخ الحرمان العاطفي، يمكن أن يظهر عليه عدد من الأنماط السلوكية والعاطفية السلبية، يمكن أن يؤثر فخ الحرمان العاطفي على علاقات الشخص مع الآخرين، حيث يكون من الصعب عليه بناء علاقات عاطفية صحية وثقة. يمكن أيضًا أن يتسبب في تطوير أنماط سلوكية مثل الاعتماد المفرط على الآخرين أو تجنب العلاقات العاطفية بشكل كامل.

الخطوة الثالثة تتضمن بناء حجة قوية لمواجهة هذا الفخ واستعادة الدعم العاطفي لأنفسنا. ويمكن أن يكون اللجوء إلى العلاج النفسي مفيدًا جدًا في كثير من الحالات.

فخ الإعتماد

هو نمط سلوكي وعاطفي يعكس تصاعد الحاجة المفرطة للشخص للآخرين واعتماده عليهم بشكل شديد في حياته. يعاني الأشخاص الذين يعيشون في فخ الاعتماد من شعور بأنهم غير قادرين على التفرغ لأنفسهم أو اتخاذ القرارات الخاصة بهم بدون دعم الآخرين مما يحولهم إلى عبيد لاحتياجات الآخرين، ويقيّد حريتهم.

الخطوة الرابعة تتضمن العمل على كسر النمط القديم الذي يجبرنا على الاعتماد على الآخرين وتطوير استقلاليتنا. ويمكن أن يكون اللجوء إلى العلاج النفسي مفيدًا جدًا في كثير من الحالات.


إن علاج “فخاخ الحياة” ليس مهمة سهلة، ولكنها مهمة ممكنة وضرورية لتحسين جودة حياتنا. من خلال التعرف على هذه الفخاخ وفهم تأثيرها على حياتنا، يمكننا البدء في تطبيق الخطوات المناسبة للعلاج. الأمور قد تكون صعبة في البداية، ولكن مع الإصرار والتفكير الإيجابي، يمكننا أن نتجاوز هذه العقبات ونحقق التغيير والسعادة في حياتنا. إن “فخاخ الحياة” لا يمكن أن تحكم مستقبلنا، بل يمكننا تحديها والانتصار عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *