ولد الشيخ محمد صديق السيد تايب المنشاوي في قرية البواريك التابعة لمدينة المنشأة بمحافظة سوهاج في 20 يناير 1920، وتوفي في يوم 20 يونيو 1969 ، فهو حسبما قال المختصون إنه أفضل من رتل القرآن الكريم في مخارج الحروف وجودة الصوت والطبقات، ويعد أحد أعلام روّاد التلاوة البارزين والمشهورين على مستوى العالم الإسلامي.
كان للشيخ محمد صديق المنشاوي بصمته الخاصة في التلاوة تتميز بالخشوع والسكينة، حتى لقبه الكثير بـ«الصوت الباكي».فكان منذ الصغر يتجول مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة الخاصة بتلاوة القراءن ، حتى اوتيحت له الفرصة كي يقرأ منفردًا في ليلة من عام 1952 بمحافظة سوهاج، ومن هنا كانت شهرة المنشاوي قد ذاعت في عموم مصر كلها حتى وصلت الى مسامع الاذاعة المصرية، فأرسل مدير الإذاعة إليه مندوبا خصيصاً للحصول على تسجيل بصوته، وتم اعتماده بالإذاعة بناءاً على هذا التسجيل فى عام 1953.
كيف بدء الخلاف بين جمال عبدالناصر والشيخ المنشاوي وكيف أنتهي؟
بدء الخلاف بين جمال عبدالناصر و الشيخ محمد صديق المنشاوي حينما ذهب أحد وزراء الحكومة إلى الشيخ المنشاوي، وقال له: “سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفلا يحضره الرئيس عبد الناصر”، وكان المنشاوي يسير على درب قدوته الشيخ محمد رفعت الذي عاش حياته تحت شعار “قارئ القرآن لا يهان” فأجابه المنشاوي “لماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صِدّيق المنشاوي؟”.
وبعدها سُئل الشيخ المنشاوي عن سبب رفضه التلاوة فى حفل يحضره جمال عبد الناصر، فقال “لقد أخطأ جمال عبد الناصر حين أرسل أسوأ رسله إليّ”.
وبالرغم من ذلك يُروى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يحب صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي ، وطلبه للتلاوة القرآن في مأتم والده بالإسكندرية، وبعد انتهاء العزاء دعا الرئيس جمال عبدالناصر الشيخ للمبيت في الغرفة المجاورة له ،ويقال أن جمال عبدالناصر طلب بعدها من المسؤولين بالإذاعة المصرية تسجيل القرآن الكريم كاملًا في ختمة مرتلة بصوت الشيخ المنشاوي، وهو التسجيل الذي ذاع فى جميع أرجاء العالم.
تلى الشيخ المنشاوى القرآن الكريم في أشهر المساجد في العالم الإسلامي كالمسجد الحرام والمسجد النبوي في والمسجد الأقصى ، زار عددًا من الدول الإسلامية كالعراق وسوريا واندونيسيا وليبيا والكويت والمملكة العربية السعودية وفلسطين.