في عام 1885 وصل تمثال الحرية إلى نيويورك قادما من فرنسا كهدية من الشعب الفرنسي للولايات المتحدة بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية.
وهو تمثال ضخم مصنوع من النحاس قام بتصميمه النحات الفرنسي فريدريك بارتولدي بينما صمم هيكله الإنشائي غوستاف إيفل.
تمثال الحرية يرمز الى التحرر من الاستبداد، وهو عبارة عن امرأة ترتدي وشاحاً يونانياً، وتمسك في يدها اليمنى مشعلا يرمز إلي الحرية، بينما تحمل في يدها اليسرى كتابا نقش عليه بأحرف لاتينية “4 يوليو 1776″، وهو تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي.
التمثال الذي يعبر عن الصداقة بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، تم نصبه عام 1886 في موقع متميز يطل علي خليج نيويورك ليكون في استقبال كل زائري البلاد سواء كانوا مهاجرين أو سائحين.
لكن هل حقاً تؤمن الولايات المتحدة الأمريكية بالحرية لكل بلاد العالم بنفس إيمانها بالحرية لمواطنيها ام أن هناك معايير خاصة تحتكرها امريكا لنفسها ثم لحلفائها دون باقى البشر.
الولايات المتحدة الأمريكية تخوض حرباً من أجل 21 طلقة
فى عام 1914 ألقت الحكومة المكسيكية القبض على تسعة بحّارة أمريكيين لدخولهم مناطق محظورة في مدينة ساحلية تدعى “تامبيكو”، بولاية “تاماوليباس”، اعتُقِل البحارة عند دخولهم محطة لتزويد الوقود، وبعد التحقيقات تم أُطلِاق سراح البحارة، لكن قائد البحرية الأمريكية طالب باعتذار وتحية 21 طلقة بندقية، وقُدِّم الاعتذار لكن دون التحية، وفي النهاية جاء الرد بأمر الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون القوات البحرية الأمريكية بالاستعداد لاحتلال ميناء فيراكروز، الذي يعد أكبر ميناء بحري فى المكسيك.
حركت البحرية الأمريكية سفنها الحربية التابعة لأسطول الولايات المتحدة الأطلسي بقيادة الأميرال فرانك فرايداي فليتشر، وقامت بعمليات لقوات المارينز والقوات البحرية المسلحة فى مواجهة غير متكفئة مع الجانب المكسيكي الذي لم يظهر مقاومة جدية، وبعد سبعة أشهر من الاحتلال الأمريكي لميناء فيراكروز، انسحت الولايات المتحدة في 23 نوفمبر، بعدما تمكنت الأرجنتين والبرازيل وتشيلي (دول وكالة التعاون البرازيلية الثلاث»، أقوى وأغنى دول أمريكا الجنوبية وقتها، من تسوية القضايا بين البلدين في مؤتمر نياغارا فولز للسلام.
هل الولايات المتحدة الامريكية دولة ديمقراطية؟
وفقاً لمؤشر الديمقراطية هو مؤشر أعدته وحدة الاستخبارات الاقتصادية لقياس حالة الديمقراطية في 167 بلداً ، قُدم هذا المؤشر تقرير فى عام 2017 قائمة بالدول الاكثر ديمقراطية ، وبالترتيب المبدائي لأول 20 دولة لايوجد مكاناً للولايات المتحدة الامريكية حيث تحتل المركز 21، ووفقاً للتصنيف تعتبر امريكا من الدول التى تتمتع بـ ديموقراطية بها خلل .
الولايات المتحدة الامريكية الراعى الرسمي لانتهاكات حقوق الإنسان
بحلول عام 2004 خرجت إلى العلن قضية انتهاكات جسدية ونفسية وإساءة جنسية تضمنت تعذيب، اغتصاب وقتل بحق سجناء كانوا في سجن أبو غريب في العراق، تعرف باسم فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب ،حيث تعرض السجناء العراقيين إلى انتهاكات لحقوق الإنسان، إساءة معاملة واعتداءات نفسية، وجسدية، وجنسية، وشملت التقارير حالات اغتصاب، ولواط، وقتل قام بها سجانيهم في سجن أبو غريب.
قام أربعة مساجين ممن تعرضوا للتعذيب في سجن ابوغريب برفع شكوى في أمريكا بمساعدة منظمة حقوق الإنسان (CACI) والتي قامت بتحقيق موسع في سجن أبو غريب، ولكن القاضي الأمريكي جيرالد بروس لي رفض قضيتهم لأنها حدثت خارج الحدود الأمريكية، وبذلك حسب وجهة نظره لا يكون لهم الحق في رفع القضية في محاكم أمريكا.
وحسب جريدة نيويورك تايمز وبعد انتشار الصور المشينة أخلاقيا عن سجن أبو غريب، قامت الحكومة الأمريكية بإجراء تحقيق شامل وقد تم إتهام بعض أفراد الشرطة العسكرية من الرتب الصغيرة أمثال الرقيب مايكل سميث في قضية المشرف على الكلب في التحقيق الذي حوكم بالسجن 8 سنوات ثم خففت لاحقا إلى 8 شهور فقط.
أعلى رتبة عسكرية تعرضت للمحاسبة فى قضية سجن ابو غريب هي النقيب شوان مارتن والذي حوكم ب 45 يوم سجن وغرامة 12 الف دولار أمريكي فقط فى عام 2008.
عقوبات ساذجة وضعيفة تستر بها الولايات المتحدة الامريكية على عري تمثال الحرية المفضوح امام العالم، مساندة الكيان الصهيونى لقتل الاطفال والنساء فى غزة كشف الايدى الملوثة بالدماء ، افتعال المشاكل والازمات فى العالم لتسويق وبيع السلاح الامريكي أظهر انياب الذئاب.
فى عام 2018 عيّن مجلس الشيوخ الأمريكي ، جينا شيري هاسبل “سفاحة في سجن أبو غريب” التى يحفل سجلها بعمليات التعذيب، مديرة لوكالة المخابرات المركزية، لتصبح أول امرأة ترأس وكالة الاستخبارات CIA .
التاريخ سجل جرائم الولايات المتحدة الامريكية ،ودون المؤرخون افظع الجرائم ضد البشرية باسم امريكا ، منها حروب الابادة الأمريكية ضد الهنود الحمر، وقتل حوالي 100 مليون من الهنود الأمريكيين الأصليين، وفي الحرب العالمية الثانية منعت القوات الأمريكية أسرى الحرب الألمان والمدنيين الذين كانوا موجودين في المنطقة الخاضعة لسيطرتها من الحصول على الغذاء الكافي مما تسبب في موت آلاف من الجوع، وقتلت الاسري الالمان بدم بارد ، وفى ايطاليا قامت قوات فرقة المشاة 45 بالجيش الأمريكي بذبح ما يقرب من 75 أسير حرب في قصر بيسكاري.
مئات الحروب فى السر والعلن قامت بها الولايات المتحدة الامريكية لتكشف لنا الوجه الآخر لتمثال الحرية