لا شك أن معظمنا يسعى إلى أن يطور من نفسه ويحسن من أخلاقه يوماً بعد يوم. ولا شك أن الأخلاق الحميدة هى أساس المجتمعات الطيبة ولا يقوم المجتمع الصالح إلا على أخلاق حميدة طيبة. وقد حثت جميع الأديان على الأخلاق الحميدة وعلى نشرها وعلى التعامل بها. وقد دعى الدين الإسلامي إلى نشر الأخلاق الحميدة والحض عليها في كل زمان ومكان.
سنستعرض في هذا المقال بإذن الله خمس خصال يستنكرها كل من يتمتع بالأخلاق الحميدة والأذواق الرفعية. ولا شك أننا لم نحصر جميع الأخلاق الذميمة في هذا المقال بل حصرنا بعضاً منها فقط. ونرجو منك أن تترك تعليقاً بأي خصال إضافية تخطر ببالك.
الخصلة الأولى: الغيبة والنميمة
إن الغيبة والنميمة لهما من أسوأ الأخلاق وأذمها على الإطلاق كما أنهما أكثر أنواع الإدمان شيوعا في كل مجتمعات العالم وليسا محصورين على بلد أو مكان معين. وبناءاً عليه، فإنك إن ذكرت أحداً بسوء فإن الذي أمامك لن يحترمك لذكرك له بسوء إذا كان شخصاً ذا خلق حميد فعلاً، لأنك عندما تتركه ستذكره بسوء وهو يعي هذا جيداً إن كان طيب الخلق. عندما تخبر شخصا ما أن زميلك في العمل كسول ويتأخر دائما عن الاجتماعات، فإن دماغه يربطك بالكسل والتأخير.
إن النميمة لا تؤذيك من الداخل فحسب، بل تؤذيك أيضا من الخارج. عندما تذكر غيرك بسوء، نظهر أننا لا نحترمهم. مما سيضر بسمعتك. إذا كنت تود أن يحترمك الآخرون، فابدأ باحترام الآخرين.
الخصلة الثانية: العناد
سأكون صريحاً معكم، أنا شخص عنيد جداً وذلك يسبب لي مشاكل في حياتي مع أهلي واولادي وزوجتي ولكني احاول أن أحسن من نفسي باستمرار. بالطبع لست ملاكاً ولا أدعي أنني شخص كامل. لكنني أسعى دائماً لتحسين نفسي. إن كتابتي عن هذه الخصلة السيئة هى نصيحة لنفسي قبل أن أنصحكم. لا شك أن العناد جيد في بعض الأحيان وخصوصاً عندما تريد أن تنجز شيئاً في حياتك أو تحقق هدفاً من أهدافك.
بدلا من العناد بلا دليل لابد للإنسان أن يتقبل آراء غيره ولا يصر على رأي واحد لأن الحقيقة قد تكمن في رأي آخر وليست بالضرورة في رأيك الشخصي أو فيما تظن أنه صحيح من وجهة نظرك. إن التخلي عن العناد والتقبل لهما من أهم الأخلاق وأسماها ولابد لنا أنت نتحى بهما والنصيحة لنفسي أولاً قبل أن تكون لكم.
لابد أن للمرء أن يكون منفتحا على الأفكار الجديدة لكن في نفس الوقت يتوخى الحذر حتى لا ينجرف وراء أفكار تتعارض مع مبادئه وعقيدته وأخلاقه. كلنا نحب التحدث، لكن الكثير منا يقلل من قيمة الكلمة. ولهذا فإن من يحظون باحترام كبير هم أولئك القادرون على الاستماع دون الخوض في عناد أو تضييع وقت في أمور قد ندرك في داخلنا أنها أمور سليمة ولكننا نكابر ونعاند.
الخصلة الثالثة: إدعاء المعرفة
لا شك أنه قد مرت عليك لحظة في حياتك كما حدث معي عندما كنت مراهقاً وهو أنني كنت في بعض الأحيان أدعي أني أعرف بعض الأمور ظناً مني أن ذلك سيحسن من صورتي أمام الناس. لكنه في الحقيقة كان يزيدني سوءاً دون أن أدرك. لا تدعي أنك تعرف ما لا تعرفه. يدعي كل واحد منا أنه يعرف أشياءاً رغم علمه أنه لا يعرفها.
يظن البعض منا أن ادعاء المعرفة يزيدك قدراً أو غير ذلك، والسب أننا أحياناً نجلس في مجلس ما مع أناس لا نعرفهم ونراهم يتحدثون باستمرار فقد يضطر البعض منا إذا وجه إليه سؤالاً أن يرد بأنه يعرف الإجابة أو أنه يعرف ذلك الشئ حتى لا يشعر بالإحراج بين من يجلسون معه في مجلسه. إحذر يا صديقي من إدعاء العلم وخذ النصيحة ممن جربها وعلم أنها عادة سيئة تضر ولا تنفع.
الخصلة الرابعة: إحتقار الغير
إن من أسوأ وأذم الأخلاق التي نهى عنها ديننا الإسلامي وجميع الاديان هى احتقار الآخرين. إن احتقار الآخرين يصيب الشخص بالجنون حول نفسه ويفقده الإحترام حتى أمام أعز أصحابه وامام أهله. إن الشخص الذي يقلل من شأن الآخرين مكروه حتى وإن أظهر له الناس الحب. إن إظهروا له الحب فإنهم يظهرون الخوف وليس الحب لأنهم يخافون من انقلابه عليهم ويتقون شره.
يختلف احترام عمر شخص ما ومكانته (مثل رئيسه) واحترام الغير بغض النظر عن العمر أو الوضع الاجتماعي أو المهني. إنك لا تحترم أي شخص يشعرك بالغباء. قد تضطر إلى التصرف وكأنك تقدرهم ، لكنك في أعماقك تكره ذلك الشخص. نحن لا نحترم أبدا أولئك الذين يشعروننا بالإهانة. قد نحسدهم على نجاحهم، لكننا لا نقدرهم كأفراد ولا يمكن أن نقدرهم أبداً لأنهم يقللون من شأن غيرهم وذلك خلق سئ يبغضه كل عاقل بغض النظر عن دينه وتوجهاته أياً كانت.