ذبح الموت يوم القيامة
ماالذي تعرفه عن ذبح الموت يوم القيامة، وهل يُقصد بالذبح، الذبح الفعلي بمعناه الحرفي، أم أنّ هذا التعبير ليس سوى تعبيرًا مجازيًا يُقصد به معنى آخر، في هذه المقالة، نُبين لكم المقصود بذبح الموت يوم القيامة، ونُلقي الضوء على بعض الأحاديث النبوية الشريفة في هذا الشأن. وفكرة موت الموت نفسه تبدو فكرةً محيرةً ولذا سنحاول توضيح الأمور في هذه المقالة إن شاء الله.
مقدمة
الحديث الأول
الحديث الثاني
الختام
مقدمة
لا شك أن يوم القيامة هو يومٌ يُكرم المرء فيه أو يُهان، وهو اليوم الذي يفر فيه المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه. ويوم القيامة كمصطلح، هو مفهوم مهم في الديانة الإسلامية، إلم يكن المفهوم الأهم على الإطلاق، حيث يُؤمن المسلمون أنه في هذا اليوم العظيم، سيبعث الله الأموات ويجمع الناس للحساب على أعمالهم في الدنيا. ومن الأمور المذهلة التي تتعلق بيوم القيامة في الإسلام هو مفهوم “ذبح الموت”. فما معنى ذبح الموت؟
ذبح الموت في الإسلام يشير إلى تجديد الحياة وإزالة الموت النهائي. أو بمعنى آخر “الخلود”. والذبح هنا للموت نفسه، أي أن الذبح هنا حقيقي، يُنهي الله الموت إطلاقًا، فيتمتّع الناس بالخلود الأبدي، وإما خلود في الجنة، وإما خلود في النار. كما نُؤكّد على أن الذبح هنا ليس لملك الموت. والقول أن الذبح لملك الموت هو من الاستدراك الفاسد على الله ورسوله، والتأويل الباطل الذي لا يوجبه عقل ولا نقل، وسببه إنما هو قلة الفهم عن مراد الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم.
يُؤمن المسلمون أنه في هذا اليوم، سيتم إعادة إحياء الناس بعد الموت، وسيكونون أحياءً مخلدين في العالم الآخر. سيتم إزالة الموت نهائيًا، ولن يكون هناك موت مستقبلي بعد ذلك.
يُؤمن المسلمون أنه في يوم القيامة، سينادي الملك القائم بأمر الله وينفخ في الصور، فتنشق الأرواح وتعود إلى الأجساد التي كانت قد تحللت وتوفيت. سيقوم الله بإحياء الناس بأجسادهم الحقيقية والكاملة، وسيبدأ الحساب والمحاسبة على أعمالهم في الدنيا.
في هذا اليوم، سيكون هناك تفصيل دقيق لكل عمل قام به الإنسان في الحياة الدنيا، سواء كان صالحًا أو شريرًا. سيحاسب الله المؤمنين على أعمالهم ونواياهم، وسيكافأ الأعمال الصالحة بالجنة والنعيم الأبدي، في حين سيعاقب الأشرار على أعمالهم الشريرة في النار والعذاب الأبدي.
ذبح الموت في يوم القيامة يعكس الأمل والتفاؤل للمسلمين، حيث يعتقدون أنه سيكون لديهم فرصة لبدء حياة جديدة في العالم الآخر، بعيدًا عن الألم والمحن التي يواجهونها في الحياة الدنيا. يعتبر يوم القيامة فرصة للمؤمنين لتحقيق السعادة الأبدية والقرب من الله.
يجب أن نلاحظ أن هذه المعتقدات تستند إلى العقيدة الإسلامية وتصوّر الآخرة في الإسلام. يعد يوم القيامة من أهم الأحداث في الإسلام، حيث يتوق المسلمون إلى الوصول إلى الجنة وتحقيق رضا الله في هذا اليوم العظيم.
الحديث الأول
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ، فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا المَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنَادِي: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: وهَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا المَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، فَيُذْبَحُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم: 39]، وَهَؤُلاَءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا {وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39]”.
[صحيح] – [متفق عليه]
تعليق على الحديث الأول
هنا عبر عن الموت بلفظ الموت نفسه، والحديث الاول عبر عنه بالكبش، أما ما تم ذكره أخرجه ابن ماجه في سننه -باب(صفة النار )ج2 ص305
هو الإتيان بالموت على هيئة كبش وهذا جائز حدوثه، ولا مانع عقلاً أن يخلق الله تعالى الموت على صورة حيوان والله تعالى قادر على كل شئ
الحديث الثاني
عن أبي هريرة -رضى الله عنه -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:يُؤْتَى بالـمَوْتِ يَوْمَ القِيامَةِ، فيُوقَفُ على الصِّراطِ، فيُقالُ: يا أَهْلَ الجنَّةِ، فيَطَّلِعون خائِفِين وَجِلين أنْ يَـخْرُجوا -وقال يَزِيدُ: أنْ يُـخْرَجوا- مِن مَكانِـهم الذي هم فيه، فيُقالُ: هل تَعْرِفون هذا؟ قالوا: نعمْ رَبَّنا، هذا الـمَوْتُ، ثم يُقالُ: يا أَهْلَ النَّارِ، فيَطَّلِعون فَرِحين مُسْتَبْشِرين أنْ يَـخْرُجوا مِن مَكانِـهم الذي هم فيه، فيُقالُ: هل تَعْرِفون هذا؟ قالوا: نعمْ، هذا الـمَوْتُ، فيَأْمُرُ به فيُذْبَحُ على الصِّراطِ، ثم يُقالُ للفَريقَينِ كِلَيْهما: خُلودٌ فيما تَـجِدون، لا مَوتَ فيه أَبَدًا.
تعليق الحديث الثاني
هناك من شكّكَ في هذا الحديث؛ وذلك لأنهم ظنوا الموت “ملك الموت ” والقول أن الذبح لملك الموت هو من الاستدراك الفاسد على الله ورسوله، والتأويل الباطل الذي لا يوجبه عقل ولا نقل، وسببه إنما هو قلة الفهم عن مراد الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم.
الحكمة من هذين الحديثين
هو طمأنة أهل الجنة بنعيمهم، وييأس أهل النار من موتهم أو خروجهم، ونحن لا نبحث عن كيفية تحقيق الذبح ، حيث أنه يدخل تحت قدرة الله تعالى. والله أعلم.
الختام
يحصد الناس جزاء أعمالهم. من جانبه، يكون الله الحكيم العدل في حكمه ويُوزن الأعمال بالعدل المطلق. يتلقى المؤمنون الأجر العظيم والجنة، بينما ينال الظالمون والكافرون العقاب العادل والنار.
في ذلك اليوم، تصبح خاتمة ذبح الموت هي بداية حياة جديدة وأبدية. يدخل المؤمنون الجنة وينعمون بنعيمها ورضوان الله. أما الكافرون والظالمون، فينالون العذاب الأليم والنار التي خُلِقت لهم.
في النهاية، يجب على الناس أن يعملوا بجد وجدية في الدنيا، وأن يسعوا لاكتساب الطاعات والأعمال الصالحة التي تؤهلهم للفوز في يوم القيامة. عليهم أن يعيشوا في ظلال التقوى والإيمان، وأن يحافظوا على حسن الخلق والتعامل بإحسان مع الناس.