مولد النبي صلى الله عليه وسلم، من أهم التواريخ التي يبحث عنها الكثير من الناس، حيث إنه مولد أشرف الخلق وأعظمهم، وخاتم أنبياء الله أجمعين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ناهيك عن أن بولادته حدثت الكثير من المعجزات والبركات. وهنا نطرح سؤال مهم، نجيب عليه هنا وهو هل وُلد النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفيل، وما هي قصة الفيل؟ وما هو اسم الفيل؟ ما هو تفسير سورة الفيل؟.
المحتويات
سبب هجوم أبرهة الحبشي على مكة.
موقف عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم من أبرهة الحبشي
المقدمة
يعتبر عام الفيل هو العام الذي وُلد فيه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وورد أنه، صلَّى الله عليه وسلم، وُلد في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، في يوم الاثنين من عام الفيل، وترجع تلك التسميه إلى حادثة الفيل، حيث أتى أبرهة الحبشي متبوعًا بجيشه لهدم الكعبة المشرفة وعلى رأس هذا الجيش فيل يسمى محمودًا.
قصة الفيل
سبب هجوم أبرهة الحبشي على مكة
ذكر القرآن الكريم العديد من القصص الخاصة بأقوام سابقين، ومن بين هذه القصص قصة أصحاب الفيل، التي تتحدّث عن شخصٍ يسمى أبرهة الحبشي، ويُقال له أبرهة الأشرم، الذي أراد هدم الكعبة ليصرف أهل مكة والناس عنها، وليأتوا لكي يحجوا في كنيسة بناها في اليمن، حيث كان الناس يأتون الى مكه ليلتفوا حول الكعبة ليحجوا بيت الله الحرام، فقام أبرهة الحبشي ببناء كنيسة القليس في اليمن التي كان يحكمها وقام بتزينها، لكن العرب وقريش لم يلتفوا حول تلك الكنيسة ولم يذهبوا إليه، وآثروا الذهاب إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، فأثار ذلك غضب وحقنة أبرهة على مكة والكعبة المشرفه وأهلهم، ومن هنا عبّأ جيشه وعلى رأسه فيلًا يُسمى محمودًا، وأخذ في السير نحو مكة.
وصوله لمكة
ذكر ابن كثير في تفسيره: «فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله، وعبئ جيشه، وكان اسم الفيل: محمودًا. فلما وجهوا الفيل إلى مكة، أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه، فقال: ابرك محمودًا، وارجع راشدًا من حيث أتيت، فإنك في بلد الله الحرام. وأرسل أُذنه فبرك الفيل. قال السهيلي: أي سقط إلى الأرض، وليس من شأن الفيلة أن تبرك، وقد قيل: إن منها ما يبرك كالبعير، فالله أعلم.
فقاموا بتوجيه الفيل نحو اليمن فقام وهرول، ثم إلى الشام مرة والمشرق مرة أخرى فقام مهرول أيضا وعندما وجهه نحو مكة برك ولم يقم، ثم أرسل الله عليهم طيراً ابابيل مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجر في منقاره، وحجران في رجليه وقد أصيب أغلب جنود أبرهة الذين كانوا بالقرب من الفيل، أما الذين كانوا بعيدًا من ذلك الموضع فلم يصابوا، ومضوا هاربين يبتدرون طريق اليمن.
موقف عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم من أبرهة الحبشي
عندما اقترب أبرهة الحبشي من مكة وجد قطيع من النوق تعود لعبد المطلب فأخذها، وعلم بذلك عبدالمطلب، وذهب عبد المطلب ليسترد نوقه سأله أبرهة لماذا لا تدافعون عن الكعبة فأجاب عبد المطلب: «أما النوق فأنا ربها، وأما الكعبة فلها رب يحميها». وعندما رفض أبرهة طلب عبد المطلب، ولكن الفيلة قد أبت التقدم نحو مكة، وعندها أرسل الله سبحانه وتعالى طيورًا أبابيل تحمل معها حجارة من سجيل قتلتهم وشتتت أشلائهم.
تفسير سورة الفيل
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ ٱلْفِيلِ} {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ} {تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ} {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ}
- (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ): يُبين الله سبحانه وتعالى ماحدث لأصحاب الفيل، الذين أتوا من اليمن لهدم الكعبة بقيادة أبرهة وجيشه والفيل، وقيل لم يكن فيلًا واحدًا، بل كان أكثر من فيل.
- (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ): قال القرطبي في تفسيره: ألم يجعل، سعي الحبشة أصحاب الفيل في تخريب الكعبة؛ (فِي تَضْلِيلٍ) أي، جعلهم في تضليلهم عما أرادوا وحاولوا من تخريبها.
- (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ): أي أنه سبحانه وتعالى أرسل عليهم طيراً، يتبع بعضها بعضاً. قال سعيد بن جبير : كانت طيرا من السماء لم ير قبلها ، ولا بعدها مثلها . وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ، قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : [ إنها طير بين السماء والأرض تعشش وتفرخ ] . وعن ابن عباس : كانت لها خراطيم كخراطيم الطير.
- (تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ): أي رمت عليهم هذه الطيور عليهم حجارةً من سجيلٍ. ذُكر في الصحاح: حجارة من سجيل قالوا: حجارة من طين، طبخت بنار جهنم، مكتوب فيها أسماء القوم؛ لقوله تعالى: لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة. وقال عبد الرحمن بن أبزى : من سجيل: من السماء، وهي الحجارة التي نزلت على قوم لوط.
- (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ): أي فجعل الله أصحاب الفيل كزرع أكلته الدواب فراثته، فيبس وتفرّقت أجزاؤه.
الخاتمة
بينّنا ف هذه المقالة سبب تسمية هذا العام بعام الفيل، وهو العام الذي وُلد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وذكرنا بأن اسم الفيل كان محمودًا، وسبب اصطحاب أبرهة الحبشي لجيشه لهدم الكعبة، حيث أراد أن يجعل العرب والناس يأتون كنيسته ويحجون فيها عوضًا عن بيت الله الحرام، ولكن الله تعالى تصدّى لهم بطيرٍ أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، وأنزل الله تعالى فيهم سورة الفيل، وأوردنا تفسيرها تسهيلًا على القارئ.