كشفت منصة إيكاد وهى منصة تحقيقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محاولة إعلام الاحتلال لتصحيح خطأ وقع فيه، وحذفه مقطع فيديو صوره داخل الشفاء، ويعاود نشره بعد تعديله، وسقطات بتقارير إعلامية تُشير إلى تضليل رواية الاحتلال حول مستشفى الشفاء.

🔻إيكاد تحلل المقاطع وتكشف ما عدله الاحتلال في روايته، وتسدل الستار عن سقطات التقارير الإعلامية العالمية التي تروج رواية الاحتلال.

في وقت متأخر من الأربعاء 15 نوفمبر وعقب اقتحام جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، نشر إعلامه مقطع فيديو زعم أنه يُظهر أسلحة وذخيرة عُثر عليها في مجمع الشفاء.

🔻اللافت أنه سرعان ما حذف الفيديو من حساباته.

بدءًا من الساعة 2:30 فجر الخميس 16 نوفمبر، قام الاحتلال بإعادة نشر الفيديو ذاته على جميع منصات التواصل، ما أثار الشك لدى فريق إيكاد بوجود تلاعب ما.

دفعنا ذلك لتحليل النسخة القديمة للمقطع الذي نشره الاحتلال.

🔻ووجدنا نسخة نشرها حساب “Middle East Observer” على منصة “X” عند الساعة 12:14 صباحًا، أي قبل نشر النسخة الجديدة.

بمقارنة نسختي الفيديو الجديدة والقديمة التي نشرهما الاحتلال، لاحظنا وجود اختلاف عند الدقيقة 06:31.

🔻ففي النسخة الجديدة تم عمل Blur (تمويه) على شاشة “اللاب توب” الظاهرة لإخفاء محتواها، بينما كانت النسخة القديمة ظاهرة بدون Blur.

‏📌لماذا قام الاحتلال بذلك؟

🔻لاحظنا وجود صورة معروضة لشخص ما على شاشة اللابتوب في النسخة القديمة للفيديو، وبتعديل ألوان الصورة عبر البرامج المتخصصة، تبيّن أنها للمجندة الإسرائيلية “Ori Megidish”.

🔻هذه المجندة زعم الاحتلال أنه حررها نهاية الشهر الماضي، بينما نفت حمـ.ـاس أسرها من الأساس.

الصحفي في قسم التحقيقات البصرية في “نيويورك تايمز” “Aric Toler” ، أكد كذلك أنها تعود للمجندة الإسرائيلية “Ori Megidish”.

‏🔻ما يُرجح أن الاحتلال حاول من خلال هذا التلاعب إظهار الموقع الذي صوّره أنه مقر قيادة أو موقع كانت تُحتجز فيه الرهائن، لكنه أدرك أن الصورة التي كانت ظاهرة هي لرهينة زعم أنه حررها، وليست رهينة موجودة عند حمـ.ـاس، ما يُشير إلى أن المقر ليس لاحتجاز رهائن.

رواية الاحتلال حاولت تقارير إعلامية عالمية تعزيزها كذلك، مثل قناة BBC التي نشرت تقريرًا لزيارتها مستشفى الشفاء بعد الاقتحام، وذكرت أن اللاب توب (الذي ظهرت عليه صورة المجندة) كان يحتوي على صور ومقاطع فيديو للرهائن.

🔻لكن الصورة في الحقيقة لم تكن لرهينة لدى حمـ.ـاس، بل إنها للمجندة الإسرائيلية “Ori Megidish”.



📌ومع ذلك، فإن قصة الفبركات في الفيديو لم تنتهِ.. لنتابع..

‏🔻الأمر الغريب حول فيديوهات الاحتلال، هو أنه على مدار أسابيع كانت تركز آلته الإعلامية على أن مركز قيادة حمـ.ـاس يقع أسفل مجمع الشفاء، ما جعل العالم يترقب ظهور صور لأنفاق وغرف سرية أسفل الأرض.

‏🔻لكن ما عرضه في فيديوهاته لم يُظهر تقريبًا سوى 14 بندقية كلاشنكوف، بينما لم تظهر أي صور أو مشاهد لقذائف الياسين أو الـTBG الخاصة بالمقـ.ـاومة.

🔻ما يتعارض من حيث المنطق مع كون المستشفى مقرًا رئيسيًا لحركة حماس، ويفترض أن يكون محميًا بدرجة عالية، وأن يكون معززًا بمكاتب القادة ومراكز عمليات الأنفاق.

‏🔻بالتدقيق في الذخيرة التي عرضها الاحتلال، وجدنا أنواع طلقات لا تتناسب مع مخازن ذخيرة بندقية الكلاشنكوف، التي زعم الاحتلال أنه عثر عليها داخل مستشفى الشفاء.

‏📌هل اقتصر التضليل على مقطع جيش الاحتلال فحسب؟

🔻تصفحنا التقارير الإخبارية التي صُوّرت داخل المستشفى بعد الاقتحام، ورصدنا تقريرًا نشره مراسل قناة Fox News فجر يوم الخميس 16 نوفمبر، قام فيه بتصوير الأسلحة والمكان نفسه الذي عرضه جيش الاحتلال.

🔻لكننا لاحظنا اختلافًا مثيرًا للتساؤل بين المقطعين..

📌لنشاهد..

‏🔻ما يعزز فكرة التلاعب بترتيب العتاد، هو امتلاك الوقت الكافي لذلك قبل بدء التصوير.

🔻فبالتدقيق في مقطع جيش الاحتلال، لاحظنا أن ساعة المتحدث باسمه كانت تُظهر التوقيت عند الساعة 13:18 ظهرًا، أي أنهم كانوا في المستشفى قبل ساعات من تصوير تقرير Fox News.

‏🔻كما أن المتحدث باسم جيش الاحتلال اعترف في الفيديو بأن اختراق المستشفى تم قبل ساعات من تصوير الفيديو، ما يدل على أن الاحتلال كان لديه الوقت الكافي للتلاعب بترتيب العتاد.

‏🔻إضافةً إلى أن الصورة التي نشرها الاحتلال وتُظهر ترتيب الأسلحة تبيّن أنها كانت مرسلة على الـWhatsApp يوم الأربعاء 15 نوفمبر، وأُنشئت الساعة 17:53.

🔻أي قبل ساعات من وصول المراسلين الذين صوروا تقريرهم ليلًا.

‏🔻بالتدقيق في المقطعين، لاحظنا أن فيديو Fox News أظهر بندقيتين عند جهاز الرنين، بينما أظهر جيش الاحتلال بندقية واحدة بالمكان ذاته.

‏🔻هذا الاختلاف يُرجح فرضية أن الجيش الإسرائيلي تلاعب بعدد البندقيات ورتبها قبل تصوير تقرير Fox News، وذلك لخدمة الرواية العالمية حول استخدام القسـ.ـام للمستشفى لتنفيذ أو إدارة العمليات.

‏📌لنلخص هذا التحقيق..

🔻الاحتلال عدّل فيديوهاته لإخفاء صورة المجندة التي حاول إظهارها كرهينة، ولكن تبيّن أنها صورة المجندة التي زعم تحريرها من قبل.

🔻بعض الذخائر التي عُرضت ونسبت لحمـ.ـاس لا تناسب الأسلحة المعروضة.

🔻ترتيب الأسلحة اختلف بين فيديوهات الاحتلال وفيديو نشرته قناة Fox News.

‼️والأهم هنا.. أن ما عرضه الاحتلال والتقارير الإعلامية من قطع عتاد لا يتناسب مع البروباغندا الإعلامية التي روّج لها الاحتلال بأن مستشفى الشفاء مقر القيادة، فلم يتم عرض عتاد ثقيل أو أنفاق أرضية كما كان يصور ويزعم من قبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *