ذَلِكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَیۡدِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ
من هو أبو عبيدة
برز اسم أبو عبيدة، أو الملثّم، أو الناطق باسم كتائب القسام، في الآونة الأخيرة خلال عدوان الصهاينة على غزة وارتكابهم مجازر على الشعب المرابط الأبي! حيث يظهر أبو عبيدة كوفية حمراء، برأس معصوب، وشريط مكتوب عليه “كتائب القسام”. وحتى الآن لا يعرف أحد اسمه ولا هويّته، فكل ما يعرفه العالم أنّه المتحدث العسكري باسم كتائب القسام!
فما هو أصل تسميته بهذا الاسم؟
لقب أبو عبيدة يأتي تيمنا بـ«فاتح القدس» الصحابي أبو عبيدة بن الجراح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.حصل أبو عبيدة على هذا اللقب، تيمنّا بالصحابي الجليل “أبو عبيدة بن الجراح” الذي فتح القدس! وقد ازدادت شهرة أبو عبيدة المتحدث العسكري لكتائب القسام في ضوء عمليات المقاولة الفلسطينية في الأيام الماضية منذ طوفان الأقصى. وعلى الرغم من ذلك، فقد ظهر أبو عبيدة لأول مرة في عام ٢٠٠٦.
وقد ذكرت تقارير فلسطينية أنه لا يعرف أحد وجه ولا هوية أبو عبيدة، فيما خلا القليل! ويحاول الصهاينة بكل ما أوتوا من قوة الإمساك به، لكنهم عجزوا، وسيعجزا إن شاء الله عن ذلك.
ويُعد خطابه الأخير، نكبة كبيرة وهزيمة معنوية لجيش الاحتلال، والذي ظهر فيه كالأسد، لا يخشى لومة لائم، ولا يهاب الموت، كأنه صحابي جاء من عهد الصحابة، أو مُحارب، قد حارب بجانب صلاح الدين الأيوبي!
ويُعد أبو عبيدة، المتحدث الرسمي لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أحد الأسماء المطلوبة في قوائم اعتيال الصهاينة! إذ يعتبره الاحتلال أهم عنصر في حركة حماس، والمُحرك للمقاولة الفلسطينية في غزة!
نص خطاب أبو عبيدة
يا جماهير شعبنا الصابر المرابط الأبي، أيها الصامدون في وجه عدو الله وعدوّكم، يا عنوان كرامة الأمة، وأمل فجرها، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام على شهداء شعبنا العظماء الذين يرتقون في كل يوم فداءً لدينهم ووطنهم وقدسهم، ويقفون في وجه محرقة صهيونية همجية، لكنهم لا يحنون ظهورهم إلا لربهم، الذي أراهم من آيات نصره، ما يُثبت الأفئدة، ويربط على القلوب.
لقد رأينا نصر الله يتجلّى، ونحن نقتحم حصونَ العدوّ في السابع من أكتوبر، وهي تتهاون أمامّنا كبيت العنكبوت، ورأينا نصره، وهو يُمكّننا من سحق فرقة عسكرية مُدجّجة بكل أنواع العتاد والسلاح والتحصين، تُحاصر قطاعنا منذ عقود، وتعتدي على أهلنا صباح مساءً!
رأينا نصر الله، ومُجاهد واحد من مقاتلينا، يُدمّر ثلاث آليات، ويقتل ويُصيب من فيها، ويفرّ العدوّ أمامه وكأنه يفر أمام جيش! ورأينا نصر الله ونحن نُدخل منذ أيام مُجاهدو الضفادع البشرية إلى زيكيم، فيصلون إلى قوات العدو ويشتبكون معه فترة طويلة، ويدبون الرعب فيه، وهو يدّعي التأهب ويُهدد بالغزو، ويُعلن العدو منتشيًا أنه قتل عشرة مجاهدين، فيلما لم تكن قوام القوة سوى ثلاثة ماجهدين، هذا فعل الله، وهذه يد الله، وهذه بُشريات نصر الله، فكونوا على ثقة يا أبناء شعبنا بأن النصر آت بإذن الله العزيز الحكيم.
وما عدوان الاحتلال، وارتكابه لهذه المحرقة والمجازر سوى لألم عظيم يتملّكه، وشعور بالإنكسار يُسيطر عليه، وصدق الله سبحانه، “إن تكونوا تألمون، فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لايرجون. أما عدونا الذي يصبّ جام غضبه على أهلنا الأبرياء، وعلى المباني المدنية، والمساجد والمشافي، فإنه لن يُحقق سوى الخزي والعار، وتسبقى غزة وسيندحر، ويكفي أن نقول للعالم اليوم بأن أحزية بعض مساجد وكنائس غزة أقدم من عمر دويلة هذا العدو بقرون، وأن أشجار الزيتون في غزة مزروعة قبل أن يُولد أباء وأجداد هؤلاء الشرازم القادمين من أوروبا الشرقية والغربية ومن كافة أسقاع الأرض.
يا أبناء شعبنا، ويا أبناء أمتنا، ويا كل أحرار العالم، إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وبعد نحو اثنين وعشرين يومًا من بدء معركة طوفان الأقصى، نُؤكد على ما يلي:
أولًا: نقول للعدو الذي يُكرر تهديداته بشكل يومي للمعركة البرية، إننا لا نزال في انتظاره، لنزيقه أصنافًا جديدة من الموت، ولنعلمه ونعلم كل العالم معنى البطولة والفداء، وإننا سنُزيقه بقوة الله، هزيمة أكبر مما يتوقع أو يتخوّف، ونقول له إن زمن بيع الوهم للعالم حول أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر، والمركزية الخارقة، والاستخبارت المتفوقة، كل هذا انتهى زمنه بعون الله، وقد كسرناه وحطّمناه أمام العالم في غلاف غزة وفي كل فسلطين، فزمن انكسار الصهيونية قد بدأ، ولعنة العقد الثامن ستحلّ عليهم، وليرجعوا إلى توراتهم وتلموذهم، ليقرأوا ذلك جيدًا، وينتظروا أوان ذلّتهم بفارغ الصبر!
ثانيًا: إلى زعماء وحكام أمتنا العربية، نقول لكم من قلب المعركة، التي تُشاهدون، ولا شكٍ، تفاصيلها عبر شاشاتكم، إننا لا نُطالبكم بالتحرك لتدافعوا عن أطفال العروبة والإسلام في غزة، من خلال تحريك جيوشكم ودبابتكم لا سمح الله! ولا أن تدافعوا عن أقدس مقدساتكم التي تُتنهك فيها الحرمات من قبل شذاذ الآفاق، خريجي معازل الفيتو! ولا أن تغضبوا لشتم نبيكم، صل الله عليه وسلم، في قلب مسراه ومعراجه إلى السماء! لا نطالبكم بذلك، فنحن أخذنا على عاتقنا كنس هذا الاحتلال وإساءة وجهه والقتال عن شرف أمتنا وديننا ومقدساتنا وأرضنا بما نمتلك من إمكانات بين أيدينا صنعناها من الصفر وبنيناها من المستحيل! ولكن هل وصل بكم الضعف والعجز أنكم لا تستطيعون تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغمًا عن هذا العدو المهزوم المأزوم! فهذا مالا نستطيع فهمه وتفسيره.
ومن هنا، فإننا نُجدد دعوتنا ومطالبتنا لشرفاء أمتنا، ولكل أحرار ومجاهدي المنطقة، أن يعتبروا هذه المعركة، معركة فاصلة في تاريخ أمتّنا، وأن يهبوا لقتال هذا العدوّ معنا من أجل كنسه عن أرضنا، وتحرير قدسهم وأقساهم، وإعادة مجد أمتهم. فنحن على يقين تام، بأن أحرار هذه الأمة، إن هبوا هبّة رجل واحد في الميدان، فإن هذا العدو لن يحتمل ولن يصمد أمام هذا الطوفان الهادر.
ثالثًا: لقد جرت اتصالات عديدة في ملف الأسرى، وكانت هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق فيه، لكن العدوّ ماطل ولم يُبدي جدية حقيقة لإنهاء معاناة أسراه، بل إن قصفه الهمجي وجرائمه المتواصلة، أدت إلى ما يقرب من خمسين منهم حتى الآن. ومن هنا، فإننا نقول للعدو وللعالم وبشكل واضح ومُختصر! إن العدد الكبير من أسرى العدو لدينا، ثمنه تبييض كامل السجون الصهيونية من كافة الأسرى، فإذا أراد العدو أن يُنهي هذا الملف مرة واحدة فنحن مستعدون ذلك، وإذا أراد مسارا لتجزئة الملف فنحن جاهزون لذلك أيضًا، وعليه أن يدفع الأثمان التي يعرفها.
ختامًا: الرحمة لأرواح شهداء الأبرار، وتحية لدمائهم الذكية الشاهدة على هذه الملحمة التاريخية، والتي تكتب التاريخ الناصع لأمتنا وشعبنا، والشفاء للجرحى والمصابين والمكلومين الذين سترسم دماؤهم وتضحياتهم طريق النصر، والتحية لأسرانا المنتظرين للحرية الحتمية بأمر الله، وتحية لشعبنا العظيم الأسطورة، الذي يُعلم البشرية معنى الصمود والثبات والتحدي والكبرياء! وما النصر إلا صبر ساعة، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم! والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وإنه لجهاد نصر أو استشهاد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[…] اضغط للاطلاع على مقالة: خطاب أبو عبيدة “الملثّم” الناطق باسم كتائب القسام […]
[…] اضغط للاطلاع على مقالة: خطاب أبو عبيدة “الملثّم” الناطق باسم كتائب القسام […]