صورة لشخص ملثم مكتوب عليها آية قرآنية "ألا إن نصر الله قريب"

ألا إن نصر الله قريب

في هذه المقالة، نُقدم لكم خطاب أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، والمنشور في 16 أكتوبر 2023، هيا بنا نطّلع عليها.

اضغط للاطلاع على مقالة: خطاب أبو عبيدة “الملثّم” الناطق باسم كتائب القسام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الذي انتدبنا لجهاد أعدائه، واختار منَّا الشهداء إلى جواره، وتفضل علينا بأجر المرابطين والمجاهدين، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد…

يا أبناء شعبنا الحر الكريم، يا حملة اللواء. وفرسان الجهاد، يا أمتنا العربية والإسلامية التواقة لقتال الصهاينة المحتلين. 

يا أحرار العالم، يا من تمقتون الظلم والعدوان وترقبون نصرة أصحاب الحق. 

السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته

بعد نحو عشرة أيام من بدء معركة طوفان الأقصى نقف اليوم في كتائب الشهيد عز الدين القسام؛ لنوجه التحية لشعبنا العظيم في كل أماكن تواجده، ولمجاهدينا في كل الميادين والساحات، ولمقاتل أمتنا في كل الجبهات، وللجماهير المنتفضة لرفض العدوان الصهيوني في كل بقاع الأرض.

فتحيةً لكل قذيفةٍ وصاروخٍ وبندقية وساعدٍ وصوتٍ وقلم، هبَّ ليقول لا لهذا العدو المجرم المتغطرس ويقاتله بكل الأدوات المتوفرة. 

هذا العدو الجاثم على هذه الأرض منذ أكثر من 70 عامًا اعتاد فيها على القتل والترويع وارتكاب المجازر وقتل الأسرى من جيوشنا العربية وأبناء شعبنا، وسحق جماجم الأطفال في كل حروبه التي خاضها مع شعبنا وأمتنا، واعتاد أن يقصف في كل مكان، وأن ينتهك حرمات الدول والأفراد والمنظمات والشعوب دون حسيب أو رقيب، لم يكن يتصور هذا العدو بعد أن انتفش وطغى وتجير وعلى علوًا كبيرًا لم يكن يتصور أو يتوقع، ولا زال لا يريد أن يصدق أن قوةً عربيةً محاصرةً محاربة في قطاع غزة تسدد له الضربة الأقسى في تاريخه، والتي كانت في صباح السابع من أكتوبر، ولا تزال مستمرة. 

لذا؛ فإنه عمدا منذ اليوم الأول لهذه المعركة، وبدلاً من مواجهة المقاتلين في الميدان. إلى عدوان همجي وحشي يطبّق فيه على شعبنا الأعزل ومدنيين الأبرياء نظرياته في المحارق النازية، من خلال استخدام سلاح الجو الأمريكي الصنع والغطاء، وسلاح البحرية والمدفعية وغيرها. ضد شعبنا، ثم هو يستنجد بالعالم من خلال ترويج مزاعم كاذبة للتغطية على فشله الذريع، وإخفاقه التاريخي. 

ولا زال يتحدث عن توسيع العدوان وكأن لديه أهدافًا لهذا العدوان، أو أفاقًا لاستعادة صورة جيشه المحطمة. 

ويقوم هذا العدو بتهديد مئات الآلاف بالتهجير ويطالبهم بالخروج من بيوتهم، وكأنه يقول إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها، في استعادة لطباع أسلافهم من جبناء بني إسرائيل مع تبدل الرايات وتغير الزمان. 

وإننا هنا نؤكد من جديد لأبناء شعبنا المرابط الأبي، وكذلك للعدو الصهيوني ولكل العالم بأن تلويح الاحتلال بالدخول في عدوان بري ضد شعبنا هو أمر لا يرهبنا ولا نخشاه بعون الله، ونحن جاهزون بمعية الله للتعامل مع أية قوة غاشمة يزج بها العدو إلى غزة، فلن تكون غزة إلا كما كانت دومًا مقبرةً لغزاتها. 

ونقول لهذا العدو: إن رمال غزة ستبتلع عدوها، وسيكون دخولكم إلينا يا حثالة الأمم فرصة جديدة لمحاسبتكم بقسوة على جرائمكم التي ارتكبتموها طيلة الأيام الماضية.

يا أبناء شعبنا وأمتنا ويا كل العالم: وفي ظل الحديث الكثير والمستمر حول أسرى معركة طوفان الأقصى في قبضة المقاومة في قطاع غزة، فإننا نود توضيح ما يلي: 

أولاً: إننا لا تستطيع حاليًا ضبط الأعداد الموجودة من أسرى العدو في القطاع بشكل كامل ودقيق للاعتبارات الأمنية والميدانية، نتيجة لاستهدافات والقصف الصهيوني المتواصل على القطاع، ولكننا نقدر مبدئيًا أن عدد الأسرى ما بين مئتين إلى مئتين وخمسين أسيرًا أو يزيد عن ذلك، وما هو متواجد بين أيدينا في كتائب القسام نحو مئتي أسير، والبقية موزعون بين مكونات أخرى من فصائل المقاومة، أو في أماكن لا نستطيع حصرها في ظل الوضع الميداني القائم. 

ثانيًا: نحن نتعامل مع الأسرى بما تمليه علينا تعاليم ديننا، ونرعاهم بما يقتضيه الواجب الأخلاقي والإنساني، فيأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب ويعيشون اليوم نفس الظروف التي يعيشها عموم أبناء شعبنا في غزة. 

ولكننا نؤكد بأن العدوان الصهيوني الغاشم على المباني والبيوت وقصف البنايات دون سابق إنذار أدى إلى فقدان اثنان وعشرون (22) أسيرًا منهم لحياتهم حتى الآن، وكان أخرهم الأسير الصهيوني الفنان/ جاي أوليفز، 26 عامًا من سكان تل أبيب، الذي قتل أول أمس في القصف المتواصل على شعبنا في عموم قطاع غزة.

كما أننا نؤكد بأن الدعاوى الكاذبة من قِبل الاحتلال حول تعاملنا مع الأسرى أو في ساحة القتال هي محض افتراءات من عدوٍ فاقد لكل قيم الإنسانية أصلاً، وقد كذبنا هذه الدعاوى بالوقائع، وببعض ما نشرناه وسننشره في وسائل الإعلام.

ثالثًا: نؤكد بأن لدينا مجموعة من المحتجزين من جنسيات مختلفة تم جلبهم أثناء المعركة، وفي حينها لم تكن هناك فرصة للتحقق من هوياتهم؛ لذا فإننا نعتبر بأن هؤلاء ضيوف لدينا ونسعى لحمايتهم، ونتمنى بأن يبقوا سالمين في ظل العدوان الهمجي على القطاع، وفي اللحظة التي تسمح فيها الظروف الميدانية بإطلاق سراحهم؛ سنقوم بذلك، لأننا ليس لدينا أي مشكلة معهم، وبهذه المناسبة فإننا ندعو كل دول العالم إلى تحذير وإنذار حملة جنسيتها من القتال في جيش العدو أو الخدمة فيه، فإن أي مقاتل في جيش الاحتلال سنعتبره عدوًا مباشرًا، وسنتعامل معه وفق ذلك حتى لو وقع أسيرًا بغض النظر عن جنسيته الأخرى.

رابعًا: نؤكد لكل العالم، ولكل من يريد أن يتدخل في ملف الأسرى، وكذلك نؤكد لأبناء شعبنا ولأسرانا ولأهاليهم في كل سجون الاحتلال بلا استثناء أننا مصرون على أن ندخل الفرحة بعون الله لكل بيت من أبناء شعبنا الفلسطيني في هذا الملف المقدس، وهذا وعد قطعناه على أنفسنا ولن نخلفه بأمر الله تعالى.

وختامًا التحية والرحمة لشهداء شعبنا المجاهد الصامد، ولجرحاه ومصابيه الأحرار الأماجد، ولكل مرابط على هذه الأرض التي تفضل ساعة رباطٍ فيها قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود.

والتحية كل التحية لكل أسير رادد في الزنازين ينتظر الفرج والحرية، ولكل أهلنا في كل بقاع فلسطين المباركة، ولكل أحرار أمتنا والعالم، ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾، وأنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

One thought on “كلمة أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام السادس عشر من أكتوبر”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *